***
تقديم
مسرور برؤيتي ترجمتين للكاتب والمترجم محمود حسني والكاتبة جهان سمرقند لقصتين جميلتين لهاروكي موراكامي من مجموعته القصصية المميزة الصفصافة العمياء انه لجهد مبارك وجميل جعلني افخر بهذا العمل الذي قدمناه انه جهد متواضع ايضا وانحناءة ادبية لكل اولئك المترجمين الذي عملوا بصمت وعلمونا من خلال ترجماتهم ورحلوا بصمت وقدموا للعالم الكثير اقول لهم (اسف لاننا اتينا متاخرين لهذا العالم ) . من بداية المترجمين العرب .. لا ادري!بل من بداية الترجمة الانسانية ككل ...منذ فكرة الحق بلبلة الالسنة والاحتياج للترجمة اصلا ..كل اولئك الذين عملواعلى تقريب الانسانية عبر الترجمة هم الادباء والمترجمون .وكما قلنا في بداية قصة ترجمتها لهاروكي ان الترجمة هي المعين الاساسي للادب .فهاروكي ترجم سالنجر وبول اوستر ترجم الفرنسية للانجليزية وبودلير هرم الشعر الفرنسي ترجم لهرم الشعر الانجلزي بو .مارسيل بروست احد اباء الرواية الحداثية ترجم لرسكن وريلكه الشاعر المرهف ترجم للكثيرين وفي عالمنا العربي الان ترجم الاديب عدنان مبارك والروائي غالب هلسا هنا حيث يتقاطع الادب والترجمة والبلد بالبلد والثقافة بالثقافة. انه جهد متواضع لكني فخور به كما قلت واقدمه كانحناءة للمترجمين العرب الذين انفقوا الكثير من نور اعينهم كي نتمتع بروائع ومهما كانت اجادتنا للغات اخرى فانه لا يوجد ما هو احلى ان تقرأ العالم بلغة الام ورائحة الام بين رغيف ساخن وقهوة اعدتها يد تحبك . مليءٌ قلبي بالفرح ..ممتليء فؤادي بالفخر ...والان كي لا اطيل الكلام لاقدم ببساطة (مع معلومات تقديمية للقصتين –ويمكنكم تجاوز المقدمة ان اردتم قراءة القصة وحسب ) ..وليبارككم الرب اينما كنتم .
حول قصة " عام السباغيتي "
انه لمن المعروف ان ماركو بولو يعتبر رحالة شهيرا زار اسيا وعرف الاوربيين على اسيا العصور الوسطى .. رحلة ماركو نفسها مهمة جدا لفهم هذه القصة .. لان قصة هاروكي تنتهي بالجملة التالية "هل يمكنك أن تتخيل كيف ستكون دهشة الإيطاليين إن علِموا أن ما صدروه عام 1971 في حقيقة الأمر لم يكن سوى العزلة الخالصة؟ " بينما يعتبر ماركو بولو قد احاط بالعالم وزار العديد جدا من البلدان .. وهناك اسطورة كما تقول الويكيبيديا انه هو من اتى بالباستا التي هي شكل من السباغيتي للاوروبيين ثم من دوائر الدهر والقدر صدر الايطاليون السباغيتي لاسيا ! اعتقد ان هذه الفكرة مهمة من وجهة نظري لفهم الجملة الاخيرة للقصة لان هاروكي تقصدها اكيد .. فهناك علاقة بين -العزلة / السفر والانتفاح اشارة الى العولمة اشارة الى انفرادية الانسان اشارة الى الاهتمام بالامور الشخصية والانعزالية ..اشارة الى العديد من الاشياء .
في تقديمي هنا لم احلل القصة ولا الترجمة التي كانت جيدة جدا ، فقط اوضحت هذه النقطة الاخيرة لان تحليل القصة كاملا يتطلب وقتا وجهدا اكبر .وكذلك ما سنفعل في تقديمنا لقصة المرآة .نركز فقط على نقطة ونشرحها ونترك الباقي كي يستنتجه القاريء الحصيف ويفيدنا به .
للاستزادة : رأي القاص والمترجم والاديب هلال شومان في القصة : هنا.
[caption id="attachment_229" align="aligncenter" width="500"] قصة قصيرة[/caption]
0 التعليقات :
إرسال تعليق